إن اعجبتك التدوينة شاركها مع اصدقائك

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

للتواصل معي

أطفالنا .. وحقوقهم الضائعة

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

 علي خالد الموسوي - كربلاء المقدسة 

مع زقزقة العصافير على أشجار كربلاء في صباح جميل ككل أيام المدينة ، أنطلق التلاميذ إلى مدارسهم  مع انطلاقة صوت جرس المدرسة ، في بداية جديدة لعام دراسي جديد ، فرحين بحقائبهم المدرسية وبعض مستلزمات القرطاسية . رأيتهم حين خرجت صباحاً ، كأنهم حمائم السلام .. يضحكون .. يمرحون .. يلعبون .. يركضون في الطريق .
كان صباحي جميلا ً برؤيتهم ، مبتسماً لابتسامتهم ، مغموراً بسعادة كبيرة كسعادتهم ، ذكروني بالطفولة الجميلة التي عشتها ، حينما كنت أسير بنفس الطريق مسرعاً نحو مدرستي ، حاملاً حقيبتي ، فرحاً مفتخراً بأصدقائي ، عشت حينها أجمل الذكريات مع تلك المشاهد . ولكن ...، سرعان ما تلاشت الصور وتبعثرت الذكريات حينما اصطدمت بواقع الحياة والمأساة ، صورٌ جديدة ، ليست كالتي مرت إنها أمام عيني في الواقع المرير
 أطفال آخرون .. كان من المفترض أن يكونوا بين أقرانهم في المدارس ، إلا أن العوز والفقر جعلهم يفترشون الأرض ويجلسون على قارعة الطريق ليعملوا – أي عمل – يدر عليهم ما يسد رمقهم . يعملون من الصباح الباكر حتى المساء وربما لوقت متأخر من الليل فاقدين لأبسط حقوق الطفولة ، محرومين حتى من اللعب .

إلا أن هذا ليس كل شيء ، لم ينتهي المشهد بعد ، فسرعان ما جاءت القوات الأمنية كصقور مفترسة على حمائم آمنة مسالمة ، فرأيت الأطفال يهربون مسرعين
أمسكوا ببعضهم ولاذ آخرون بالفرار ، جمعوهم ووضعوهم في السيارات الأمنية كأنهم مجرمون ، والسبب هو أنهم كانوا يكدحون للعيش في أماكن قريبة من منطقة الحرمين الشريفين في كربلاء قرب حركة الزائرين للمدينة
مشهد أثار استغرابي فسألت بعضهم عن السبب فأجاب بأن مظهرهم غير حضاري أمام وفود الزائرين الأجانب والعرب والعراقيين ، فزدت دهشة واستغراباً .
عجزت الحكومة على أن توفر لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم لقمة العيش ، فلماذا تحرمهم من الكد والعمل لتوفير ابسط الحقوق؟!!! ، ولم يعاملون بهذه القسوة ؟!!!. وأين هي حقوق الطفولة والسلام ؟!!!.

 الموضوع في صور 
عمل لايدر إلا القليل ولو جلس طوال اليوم 

ربما سيشبع غيره ، لكن كيف سيشبع هو ؟!!

يقولون فاقد الشيء لا يعطيه .. فكيف يعطي هذا الطفل الفرح للأطفال وهو فاقده ؟!


حسين ، ترك الدراسة لأعالة عائلته 

هذه هي الرعاية الحكومية لحقوق هؤلاء 
سيأخذوهم في نزهة 

توضيح : التقطت الصورتين الأخيرتين بصعوبة 

#BAD13

2 التعليقات:

باسم الجابري يقول...

رائع ايها الرائع ..

غير معرف يقول...

والله يا سيد علي لقد احزنتنا كثيراً وابكيت اعيننا بهذا الكلام الواقعي المردوف بالصور الكارثية لطفولة ليس لها مستقبل وان كان لهم مسقبل في الة الوزن فالسلطات الامنية ستحرمهم من ذلك بلا شك ولا ريبة اي واقع واي مأساة واي كارثة حلت بطفولة العراق لله درك يا عراق

إرسال تعليق

 
مدونة علي خالد الموسوي | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .