علي خالد الموسوي - كربلاء المقدسة
استوقفتني كثيراً تغريدة عبر تويتر عن طفلة في التاسعة
من العمر تدرس في مدرسة معينة إلا أن الطعام الذي يقدم للتلاميذ في تلك المدرسة
غير ملائم ورديء ، فعمدت هذه الطفلة والتي تدعى (مارثا) إلى إنشاء مدونة خاصة
تدون فيها وبشكل يومي عن نوعية الطعام المقدم في المدرسة مدعمة تدويناتها بصور
توثق ذلك .
هذه التدوينات سببت ضربة كبيرة للمجلس المحلي الذي قرر حضر المدونة
ومنع مارثا من التقاط الصور للطعام ، إلا أن بضعة تدوينات سببت ضغطاً إعلامياً على
المجلس المحلي مما اضطره لرفع الحضر . واستمرت مارثا في التدوين حتى حصلت على
تبرعات بلغت الـ (115,000) باوند وقد زار مدونتها أكثر من ثمانية ملايين زائر
، حتى قامت مارثا مؤخراً بزيارة لأطفال من مدينة (ملاواي) في أفريقيا في
مدارسهم لتحسين نوعية طعام المدارس من
خلال التبرعات التي وصلتها ، لقد احدثت بتدويناتها تغييراً اجتماعياً كبيراً .
التدوين في عالمنا العربي
عندها تساءلت كثيراً عن سبب عزوفنا العجيب عن ثقافة التدوين ،
نعم عزفنا عنها بل تجاهلناها وانصرفنا نحو تفاهات ما سخر لنا من مواقع التواصل
الاجتماعي ، فثقافة التدوين غائبة عن مجتمعنا العربي بصورة عامة بالرغم من دخوله
الحديث خلال ثورات الربيع العربي وإحداثه التغيير في مسيرة الثورات ، إلا
أنه لم يلاقي انتشاراً واسعاً
لكن والحق يقال أن التدوين في العراق بدأ بالانتشار ،
وإن كان بصورة غير مرضية للطموح ، إلا أن الحملة الكبيرة التي أطلقتها الشبكة
العراقية للإعلام المجتمعي (INSM) والتي تهدف إلى تدريب أكثر من 250 مدون في العراق ساهمت كثيراً في اتساع دائرة المدونين ، وأنا أفتخر كوني نتاج إحدى
تلك الدورات التدريبية التي أقامتها INSM في كربلاء
أهمية التدوين
تكمن أهمية التدوين في كونها صحافة بجيل جديد وقد وصفها
بعضهم بالسلطة الخامسة التي تراقب وتصحح مسار السلطة الرابعة – الصحافة - ، نعم
التدوين هو صحافة المواطن إلا أنها صحافة غير خاضعة للقيود التي تفرضها المؤسسات
الإعلامية أو السلطات ، فالإعلام في وطننا العربي عموماً يتعرض لتحجيم وتشويه وتباطؤ
بل حتى تواطؤ للارتباط بالمسؤول ، فأصبح
التدوين حلاً رائعاً لهذه المشكلة ، فالمدونة لا تحتاج إلى موافقات رسمية ولا تخضع
لقيود السلطات بل تعطي هامشاً كبيراً للحرية ومساحة أكبر للتعبير عن الرأي
والأفكار التي يُمنع الصحفي الرسمي من ابدائها ، بل تتعدى ذلك وتعطي مساحة للاحتجاج
على أمور معينة .
ومن الجدير بالذكر أن العالم اليوم يصف غير المتعاملين
مع التدوين بـ( أمية الإعلام ) لأن التدوين بات جزءاً لا يتجزأ من النجاح الإعلامي
.
همسة
إذاً دعونا ننطلق مع التدوين ونحلق في هذا الفضاء الرحب فالدستور كفل لنا حرية التعبير وابداء الرأي فلماذا نحن نمنع انفسنا من حرية التعبير لماذا نمنع انفسنا من ممارسة حقوقنا التي كفلها الدستور ..
23 التعليقات:
تحياتي لكلماتك الرائعة و اما بالنسبة الى اهمية المدونة و التدوين فهذه ثقافة نحتاج الى وقت حتى نضيفها الى واقعنا العراقي الذي اعتمد على اساليب معينة و تبلور عليها .
اضافة الى القصة الخاصة بمارثا انصح بمشاهدة الحلقة السابعة من مسلسل touch و هذا رابط الحلقة للجميع و ارابط من صفحتي على الميديا فاير يعني أمن و اكيد بعد مشاهدة الحلقة راح تجد معنى اوسع للتدوين تحياتي
http://www.mediafire.com/?hpqzdm71nfof7pl
كل الشكر لك عزيزي احمد على تعليقك الجميل واضافتك الرائعة
عاشت ايدك استاذ علي ...حقا التدوين هو السلطة الخامسة
طريقتك رائعة في ايصال فكرتك الجميلة وتدوينة جميلة ومعبرة بحق دمت متالقا ودام قلمك ...تقبل تحياتي ...
ربما لا يجب أن نطلق عليه السلطة الخامسة لأنه من ضمن السلطة الرابعة فهو صحافة أيضاً لكن بطريقة أكثر حرية والتي أرجو أن تدوم ، أصبت في تدوينتك و خاصة في عدم توظيف التدوين بالشكل الذي يرضي الطموح ، أرجو أن يحقق التدوين في العراق الفائدة لجميع أبنائه
دمت مبدعاً ...
يوجد مواضيع تجبر القارئ على احترامها كتدونتك مثلاً، وتوجد مدونات كثيرة تجعلك قريبا من الانتحار!!
النوعية دوما قبل الكمية
وتحياتي للخبر الجميل وياريت واحد يشيب ويحصل على هيج شهرة :(
ان ادون يعني انا حي وحريص على الافضل ليس لي فقط بل للمجتمع باسره، وعلى الرغم ان هذه الثقافة حديثة الولادة لكني اراها برأيي الشخصي المتواضع باتت تنتقل بقوة وتأثير وقد حقق المدونات العراقية خاصة في الفترة الماضية نشاطا واضحا اسهم في الكثير على الصعيد الاجتماعي ، وعلى الرغم مما تحقق ما زال امامنا شوط طويل وطريق وعرة لتصل الى ثقافة التدوين واهميتها في حياتنا اليومية، وبمثل هذه التدوين وباقي التدوينات سننجز الكثير محبتي لك على روعة الموضوع
شكراً لكم احبتي على مروركم وتعليقاتكم الرائعة
نورتوا تدوينتي المتواضعة ومدونتي البسيطة
الأعزاء محمد الدعمي، نبراس الشباني، نورس الشباني ، نور العراقي شكراً جزيلاً لكم
وإن شاء الله بجهودكم تنتشر ثقافة التدوين في العراق
كل الشكر لك ابا ضياء على التعليق الجميل
نعم عزيزي وما حملة لون معي في الديوانيةإلا دليل كبير على ماذكرت
وإن شاء الله بجهودكم الرائعة سيكون للتدوين دوره الكبير في العراق
تحيتي ومحبتي لك
فعلا سيدي الكريم هي سلطة رابعة ولكن تحتاج الى السلطة الرابعة لاظهارها للناس وتثقيفهم عليها
تحياتي لك ولقلمك الذهبي
فعلا عزيزى ثقافه التدوين غائبه ونحن بحاجه الى نشر هذه الثقافه ..تحياتى لفكرك الراقى
ثقافة التدوين تعني الحياة والحياة بلا تدوين تساوي الممات
خالص ودي وحبي لكاتب هذه السطور الموسوي الرائع
تحياتي سيدنا العزيز ..التدوين في العراق لا يزال فتيا ..ولكن هناك افكار جديدرة بالتوقف عندها من قبل الجميع وخصوصا برامج الشبكة العراقية للاعلام الاجتماعي (شبكة انسم للتدوين) فهي نواة مميزة لنشر ثقافة التدوين في العراق ..المطلوب من كل مستخدمي الانترنت ان يشاركوا في نشر ثقافة التدوين وابراز واظهار المدونات التي توضح الافكار وتساعد في نموها ..المهم الطريق ليس بالسهل اما المدون العراقي ..لكنه مضيء ببصمات امل ..تحية واشتياق
الرائعون الاعلامي زيد الفتلاوي والاخت غادة عيسى والأخ علي الخاقاني والاستاذ باسم الجابري
نورتموني واسعدتموني بتعليقاتكم الجميلة الرائعة وفعلاً ثقافة التدوين بخير مادمتم انتم من يحيها ويستمر في اروائها وارثائها في مجتمعنا
تحيتي ومودتي لكم جميعاً
موفق دائما وابدا ان شاء الله
رائع رائع ياعلي.. جميل ان تشير الى ثقافة التدوين في العراق وفعلاً انها في مرحلة نمو سريعة وان شاء الله نمسك اساس التدوين لنكون الافضل..
ولكن نحتاج التطلع اكثر وثقافة اكثر لتكون لغتنا التدوينة فعلاً توصل مانريد
ايصاله عبر بيوتنا الجميلة "المدونة" فبضع كلمات تعبر عن حالنا خيرٌ
من 1000 كلمة لاتفي بالغرض.. استمتعت بالقراءة جداً وبارك الله في جهدك.
الرائعون مرتضى رضا شنو الداوودي - رحيق الكلمة -
نورتموني بمروركم الرائع
فعلاً يا شنو الداوودي نحن بحاجة ماسة إلى ان نوصل ما نريد عبر مدوناتنا بثقافة اكثر نضجاً واهمية وبكلمات توصف الحال بافضل وصف وكل التوقعات تشير إلى ان التدوين سيلعب دوراً كبيراً في المستقبل القريب تحيتي واحترامي لكِ
اصبت يا زميلي العزيز ، التدوين يعد نافذه ومساحة حرية شاسعه لرفع التكميم وتغير الواقع ، دمت متألقا
شكراً جزيلاً لك استاذ خضر نورتني بمرورك وتعليقك الجميل
شكرا جزيلا لمعلوماتك الرائعه
شكراً لمرورك se7ral7ya
رغم التشتت لكنها قوة مؤثرة تفضي الى تكوين رأي عام يجمع التائهين حوله عسى أن يقودهم الى بصيص في غد مشرق عامر بالثقافة و الأساس المتين .. جميل جدا مولاي العزيز
الجميل مرورك وتعليقك الرائع استاذ محسن فعلاً هو بصيص أمل لغد مشرق
إرسال تعليق